google.com, pub-1920939611474454, DIRECT, f08c47fec0942fa0
مقالات

حياة الملل.. بين الروتين وفقدان الشغف

الناشر المصري

بقلم الدكتورة هدير محمود فايد – اخصائي إرشاد أسري ونفسي وتربية خاصة

البداية :

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه المسؤوليات، يعيش كثير من الناس حالة من التكرار الرتيب الذي يحوّل الحياة إلى سلسلة من الأيام المتشابهة. هذا التكرار يولّد شعورًا بالملل، وهو من أكثر الأحاسيس التي تهدد استقرار الإنسان النفسي والاجتماعي.

الملل ليس مجرد فراغ داخلي، بل هو مؤشر على غياب التنوع والتجديد. فعندما تتشابه تفاصيل اليوم، ويفقد الفرد القدرة على الاستمتاع بما يملك، يبدأ الشعور بأن الحياة بلا معنى أو طعم. هنا يزداد الخطر، إذ قد يقود الملل إلى فقدان الشغف، ثم إلى حالة من اللامبالاة أو حتى الاكتئاب.

لكن، هل الملل قدر محتوم؟

الحقيقة أنّه جرس إنذار أكثر من كونه نهاية الطريق. فالملل يخبرنا أنّنا بحاجة إلى التغيير وإعادة النظر في عاداتنا وأسلوب حياتنا. التغيير قد يبدأ من أبسط التفاصيل:

ممارسة هواية جديدة تكسر الروتين.

الانخراط في نشاط اجتماعي أو تطوعي يفتح آفاقًا مختلفة.

تخصيص وقت للتأمل أو القراءة لإثراء العقل والروح.

التجديد في العلاقات الإنسانية والبحث عن دوائر دعم إيجابية.

إنّ الحياة لا تُمنح مرتين، ومن الظلم أن نعيشها أسرى التكرار. بإمكان كل إنسان أن يحوّل الملل إلى فرصة لاكتشاف ذاته من جديد، وأن يملأ أيامه بالمعنى والحيوية.

 تذكّر دائمًا: الملل ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة جديدة نحو حياة أكثر إشراقًا. القرار بيدك، فاختر أن تعيش لا أن تكتفي بالوجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى